وكالة أنباء الحوزة_ ها قد عاد ميقات الثورة المظفرة، وها هي شعلة العزة والكرامة توقد من دماء الشهداء عاما بعد عام، فتستعر جذوتها ضد القتلة والطغاة والفاسدين، ويتلألأ نورها ضياءً ملهمًا يغمر أفئدة الأحرار والثائرين.
١٤ فبراير تاريخ خالد، وصفحة مجدٍ مشرقة في سجل هذا الشعب العظيم الذي لم يرضخ لكل المحتلين والغزاة والظالمين عبر التاريخ وإلى يومنا هذا وللأبد، كلا ولم يعطهم بيدٍ إعطاء الذليل، ولم يقر لهم إقرار العبيد.
وبعد ستة أعوام من عمر الثورة لقد جاء جيل جديد واعد.. ناشئةٌ نشؤوا ورأوا رأي العين تلك البطولة الأسطورية لإخوانهم الشباب منذ ست سنوات وإلى اليوم، ورأوا شموخ آبائهم وحكمة تدبيرهم، ورباطة جأش الأمهات وقوّة جَلَدهم، رأوا أبناء عائلتهم وأصدقاءهم، وزملاءهم وأهل قريتهم، شهدوا علماء وطنهم والمثقفين والأطباء والعاملين والموظفين والمدرسين واللاعبين ومختلف الشرائح والشخصيات، في المسجد يرفعون هتاف (لن نركع إلا لله)، وفي المحافل ترتفع قبضاتهم (هيهات منا الذلة)، وفي وسط تلك البيئة المباركة والحراك الدؤوب في سبيل الله تعالى، وفي وسط تلك الثورة الشاملة لكل فئات المجتمع وشخصياته وفعالياته كانت تنمو ناشئة جيل قد أصبح في جيل الشباب اليوم.
هذا الجيل الواعد، جيل الفدائي البطل مصطفى حمدان، نخاطبه اليوم وندعوه لأن تكون له بصمته المتميزة انطلاقا من هذا العام المفعم بالحيوية والنشاط، والواعد إن شاء الله تعالى.
كما ندعو الشعب الأبيّ للتمسك بزمام المبادرة، وتعميق غضبته لله عزّ وجلّ وللدين، والنزول الحاشد إلى ميادين حفظ الوطن، والحضور الموحّد والمشاركة في جميع الاحتجاجات السلمية.
واليوم نقف بكل إجلال وقفة تحية وتقدير للحضور النسوي الواعي والقوي طوال عمر الثورة، ونؤكد على أننا جميعا، والوطن كله، مدين لهذا الحضور المبارك.
وبهذه المناسبة العظيمة فإن العلماء يجدّدون العهد مع الشهداء الأبرار والشعب الكريم بالوفاء للدماء الزكية والتضحيات الغالية، حتى تحقيق كافة المطالب الحقّة بإذن الله تعالى.
اللهم ارحم شهداءنا شهداء الاسلام والوطن، واشف جرحانا لا سيما الفدائي المجاهد مصطفى حمدان، وفرّج عن جميع الأسرى والمضحين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج/٤٠
علماء البحرين
٨ جمادى الأولى ١٤٣٨هـ
٦ فبراير ٢٠١٧م